الأربعاء، 1 فبراير 2012

على أعتاب مدينةٍ .. حيث الذاكرة ! ( 6 )





بالكاد اليوم أستطيع لملمة نفسي و بعثرة الكلمات
أنصُبُ مع الأمل بروج المستقبل الحلو الذي بات قاب قوسين أو أدنى ,
 فيرجعني تأريخ الشهر لحُفَرِ الهلاك و بقع الموت !
1 / 2 .. سويعات و تنتقل روزنامة التوقيت ليومٍ هبط فيه ملك الموت يضم مدينة بكاملها

فاليوم إذا ..

 "  ليلـــة المجـــزرة "

.,.

تتعاقب الثواني و يزداد تواتر تكتكاتها تك تك تك ..
و القلب كما قنابل الأمس يدوي , ودقاته تنفجر , ويحترق مع كلّ دقة نَفَسْ ..
دفقاتٌ من الهلع المروّى بالسكوت ..
دفقة هلع .. دفقة فزع .. دفقة ألم .. دفقة ترقبٍ ...
فدفقة مجزرة ..!


اليوم لن يكون حديثي عن الرجال و ملاحقاتهم , ولا عن الشباب و اعتقالاهم , ولا عن البيوت و تهديمها ..
بل عن البنات وما فعل بهنّ جنود الموت ,

و للمغتصبات حكاية ..


تروي سيدة " موظفة في أحد دوائر الدولة الحكومية " وقد قدمت لعملها بعد شهر من التغيب !
اتصلتُ بمدير العمل , و تواصلت مع قدر من الموظفين ممن بقوا أحياء و كتبت لهم السلامة ,
 تساءلنا بيننا عن العمل و كيفية الذهاب إليه و استقر الرأي على أن نجمع أنفسنا و نذهب معا في مجموعة بدل الانفراد كل بنفسه ..
وفعلا وفي صبيحة اليوم التالي اجتمع موظفوا الدائرة تلك و توجهوا معا لمقر عملهم , تقدّمهم المدير و معه مفتاح الدائرة , همّ بوضعه بالقفل لكن ..
وجد الباب قد خلع قفله و تحول لخراب ..
تتابع السيدة روايتها فتقول :: دخلنا جميعا من الباب .. وهالنا ما رأيناه ..
الأرض كلها أشلاء , و أدمية العذارى تصبغ الأرض و السماء
خصلة من شعر صبية هنا  ,, بقايا فستان فتاة هناك ,, جورب هنا و " إيشاربٌ " هناك ,,
والقصة كلها كانت " انتهاك شرف بلا شرف ! "

تستمر الرواية ..

اقتيدت إلى دائرة الدولة الحكومية هذه عذارى البنات ..
وقد تلألأ حول جيد كل منهن شرفٌ منقطع النظير في ماسه و براقته ..
أغرى صون العرض همج الجنود ..
هالهم بريق الشرف ..
و كدأبهم في السرقة , وبعد أن سرقوا الأرواح و المنازل و سلبوا الحريات ..
بقيت الحرائر في عذريتها لم تسلب بعد ..

جُرّت البنات غصبا , وضربت و عذبت و قاومت وكان دليل ذاك كله التكسير الذي طال الغرف ..
حيث ضُرِبَت غضاضتهن بحديد المكاتب وكسرت فوق رؤوسهن أخشاب الكراسي
فما هنّ ببائعات هوى ليسلمن أنفسهن دون مقاومة
ولا الجند ببشر حتى لا يضربوا كما الهمج

.,.


لم تكن فتاة ولا اثنتين , ولم تكن عذراء ولا جندي
كان موت و حتف بأخلاق منحطين !
///

أخيراً .. لمن سيلومني على ذكري قصة من قصص الاغتصاب العديدة التي وقعت أقول :
لم أستطع أن أغفِل صرخات المعذبات النائحات , و ألا أذكر قصةً على الأقل ,
 أصابهن منها حتف النظرات الدونية وكأنهنّ سلمنّ أنفسهنّ طوعا ..
أستعذر ممن يوصمُهُنّ بالعار و الفلتان وبيع النفس فيسترجل عليهنّ اليوم  وقد هزمه سيف السكوتو الخوف حينها فصرعه
 
لا تقل عني أنني فتاة بلا حياء ولا أدب
بل انظر لنفسك و اسأل أحقا أنا رجل !

لا يحق لكم معاتبتي  , و اعلموا لو أنكم كنتم على قدر الرجولة حينها لما تجرأ على عرضكم
أسدٌ يفترس الشرف !

ولتعلموا أن كلامي موجه لسوريا كلها لا للحمويين فقط .



" تمتمات ناعورة "
الأربعاء 1/2/2012م .. 2:00 مساء